ظواهر

البرق الكروي

اقرأ في هذا المقال
  • البرق الكروي ظاهرة غير مفسرة علميًا توصف بأنها أجسام كروية مضيئة تتراوح ما بين سنتيمتر واحد ومئة سنتيمتر في القطر. وعلى الرغم من ارتباطها عادة بالعواصف الرعدية، فإن الظاهرة المرصودة تدوم لفترة أطول بكثير من وميض البرق الاعتيادي الذي لا يتعدى أجزاء من الثانية.

منذ أكثر من 200 عام، أبلغ طاقم (وارن هاستنج) عن تعرضهم لهجوم من كرات نارية عملاقة انحدرت من السماء وبحسب ما ورد أشعلت الكرات النارية الغامضة النار في السفينة وقتلت عدة أشخاص. بعد قرن من الزمان، ظهرت “كرة ملتهبة من النار الكهربائية” في كوخ كان يقيم فيه الساحر والمنجم البريطاني الشهير أليستر كراولي، وادعى أن هذه الكره انفجرت على الفور. أصبحت هذه الظاهرة الغريبة تُعرف باسم البرق الكروي.

البرق الكروي ظاهرة غير مفسرة علميًا توصف بأنها أجسام كروية مضيئة تتراوح ما بين سنتيمتر واحد ومئة سنتيمتر في القطر. وعلى الرغم من ارتباطها عادة بالعواصف الرعدية، فإن الظاهرة المرصودة تدوم لفترة أطول بكثير من وميض البرق الاعتيادي الذي لا يتعدى أجزاء من الثانية.

لقد أسرت مشاهد الكرات النارية الغامضة البشرية عبر العديد من الثقافات المختلفة، مما ألهم عددًا لا يحصى من التفسيرات الخيالية والقصص الأسطورية. في الفلكلور الأسترالي مثلًا، انتشرت الكثير من الروايات عن كرات ضوء غامضة تتبع الناس في الليل -على حد تعبير الرواية- وفي الهيتوداما اليابانية هي كرات شبحية من النار يعتقد أن ظهورها عباره عن أرواح انفصلت عن أجسادها المادية بعد الموت، وفي ثقافات أخرى كانت هذه الظاهرة تُفسَّر على أنها جنيّات مؤذية تحاول تضليل المسافرين.
ارتبط البرق الكروي ايضًا بالعديد من الظواهر الغريبة الأخرى مثل ظاهرة الإحتراق البشري التلقائي حيث لا يزال هذا الارتباط محل شك كبير لدى الكثير من المجتمعات الى يومنا هذا.

رأي العلم

رأي العلم في البرق الكروي
رأي العلم في البرق الكروي

وجد العلماء تفسيرات محتملة لهذه الكرات النارية، منها من يعتقد أن هذه الكرات النارية مجرد سراب من الأضواء الاصطناعية التي يتم عكسها عبر مسافات طويلة، بينما يُعزى سبب تشكلها عند البعض الآخر من العلماء إلى تفاعل كيميائي ناتج من عمليات التحلل العضوي في المستنقعات، لكن ثبت بطلان هذا التفسير لاحقًا. استعصت هذه الظاهرة على المجتمع العلمي بشكل عام، فلم يستطع أحد الخروج بتفسير علمي واضح لها.

في حين أن هناك العديد من النظريات التي تحاول تفسير تكوين هذه الكرات الغريبة، يجادل البعض بأن هذه الظاهرة لا تتعدى كونها مجرد هلوسات بصرية و سمعية نتجت بسبب التخيلات المفرطة لمراقبيها.

اقترح العلماء عددًا من الفرضيات لشرح ظاهرة البرق الكروي على مر القرون، لكن البيانات العلمية المتوفرة حول البرق الكروي لا تزال نادرة جدًا بسبب ندرة حدوثها ومشاهدتها، مما أسفر عن نتائج غير متسقة ولا تحتمل أي إثبات أو تفسير علمي دقيق.

نظرًا لندرة تكرار هذه الظاهرة، فإن وجود البرق الكروي كظاهرة فيزيائية مميزة لا يزال غير مثبت علميًا حيث أفتُرض وجودها في الأساس بناءً على المشاهدات التي أبلغ عنها العامة و ليس بناءً على مشاهدات علمية موثقة.

أوصاف البرق الكروي

أوصاف البرق الكروي
أوصاف البرق الكروي

وفقًا للمراقبين، فان البرق الكروي يكون على شكل كرة صاعقة من البرق يتراوح قطرها من سنتمتر واحد ألي مئة سنتيمتر، تظهر أثناء العواصف الرعدية وغالبًا ما تكون فوق الأرض وتتحرك بدون أن تتأثر بشدة الرياح أو اتجاهها.

غالبًا ما يتم وصف البرق الكروي بأن له ألوان كثيرة منها الأحمر، البرتقالي، الأصفر، والأزرق. و ذكر العديد من الأشخاص أنه يدخل أحيانًا إلى المباني وينفجر أو يشعل النار في المنطقة أو حتى يصيب الأشخاص في المناطق المجاورة له بصعقات كهربائية شديدة. ذكر الشهود أيضا أن البرق الكروي ينتج رائحة كبريتية مميزة وقت اختفائه. الغريب في الأمر أن هذه الأوصاف كانت مطابقة في جميع الحالات التي أبلغت عن مشاهدتها لهذه الظاهرة، مع العلم أن الأشخاص الذين ابلغوا عن المشاهدات لم تربطهم أي صلة و كانوا منتشرين في عدد من دول من العالم.

بناءً على ما جاء في مشاهدات المراقبين، تتلخص صفات البرق الكروي كما يلي:

  1. يكون البرق الكروي بشكل عام كروي أو بيضاوي الشكل مع حواف غير واضحة يتراوح قطر الكرة ما بين1-100 سنتيمتر و في أغلب الأحيان تكون بين 10 و 20 سنتيمتر.
  2. يتوافق سطوعها مع سطوع المصباح المنزلي تقريبًا، بحيث يمكن رؤيتها بوضوح في وضح النهار.
  3. تم تسجيل مجموعة واسعة من الألوان حيث كانت الأحمر، البرتقالي، والأصفر هي الأكثر شيوعًا من بيتها.
  4. يتراوح عمر كل حدث من ثانية واحدة إلى أكثر من دقيقة مع بقاء السطوع ثابتًا إلى حد ما خلال تلك الفترة.
  5. تتحرك في العادة بسرعة بضعة أمتار في الثانية، وتميل إلى الحركة باتجاه أفقي، لكنها شوهدت في عدة مناسبات ثابتة تمامًا أو تتحرك بطريقة غير منتظمة.
  6. لم يبلغ المراقبون عن الإحساس بحرارة زائدة أثناء وجود البرق الكروي، لكنهم ابلغوا عن الإحساس بالحرارة عند اختفاء الكرة فقط.
  7. يميل البرق الكروي إلى الأجسام المعدنية وقد يتحرك على طول الخطوط المعدنية مثل السكك الحديدية و أسلاك الكهرباء أو الأسوار المعدنية.
  8. يظهر بعضها داخل المباني، حيث لها القدرة على المرور من خلال الأبواب والنوافذ المغلقة.
  9. ظهر بعضها داخل الطائرات، لكنها دخلت وخرجت دون التسبب في أي أضرار.
  10. يكون اختفاء الكرة سريعًا بشكل عام وقد يكون إما صامتًا أو متفجرًا.
  11. غالبًا ما يتم الإبلاغ عن روائح تشبه رائحة حرق الكبريت أو أكاسيد النيتروجين.

حوادث ظهور البرق الكروي

حوادث ظهور البرق الكروي
حوادث ظهور البرق الكروي

يوجد نقش على أبواب المعبد الذهبي في أمريتسار بالهند، يصف كيف دخلت كرة من البرق وانفجرت داخل المعبد، وشهدها مئات المصلين.

في حادثة أُخرى، أفاد القيصر نيكولاس الثاني، وهو آخر إمبراطور لروسيا، أنه شاهد ما أسماه “كرة نارية” وقتما كان بصحبة جده الإمبراطور ألكسندر الثاني حيث قال:

ذات مرة كنت في كنيسة صغيرة مع جدي، وكانت هناك عاصفة رعدية قوية حيث ومضت شرائط البرق واحدة تلو الأخرى، وبدا كما لو أن الرعد يهز الكنيسة حتى أسسها. وفجأة ، أصبح الظلام شديدًا، أطفأ هبوب رياح من الباب المفتوح شعلة الشموع التي كانت تضيء جزءً من الكنيسة ورأيت كرة نارية تدخل من النافذة مباشرة. الكرة (كانت من البرق) وقامت بالدوران حول الأرض، ثم مرت بالثريا وخرجت عبر الباب إلى الحديقة.

الدراسات

دراسات عن البرق الكروي
دراسات عن البرق الكروي

اقترحت دراسة في عام 2010 أن التيارات الكهربائية التي يسببها البرق يمكن أن تؤثر على الإدراك البصري للبشر، حيث أبلغ المراقبون في كثير من الأحيان عن رؤية أقراص مضيئة متحركة بعد التعرض لهذا البرق. في حين أن هذا قد يفسر سبب ظهور البرق الكروي في أغلب الأحيان أثناء العواصف الرعدية أو بعد الصواعق، إلا أنه لم يتم تفسير ما يصفه الشهود العيان بالأضرار الذي يسببها البرق الكروي من الناحية البصرية وحيث ان البرق الكروي يسبب أضرار جسيمه لمحيطه عند انفجاره وكما لم تفسر هذه النظرية الرائحة الكبريتية التي يخلفها البرق الكروي بعد اختفائه.

إذا كان البرق الكروي موجودًا، فلن يكون لدى العلماء إجماع حول كيفية حدوثه أو سبب وجوده، حيث انه هنالك العديد من النظريات المتنافسة التي تحاول فك رموز طبيعة البرق الكروي.

أجرى الباحث الروسي بويتر كابتسا واحدة من أكثر الدراسات أهمية، حيث اقترح أن البرق الكروي ناجم عن موجات ثابتة من الإشعاع الكهرومغناطيسي، على الرغم من أن هذه النظرية قد تم انتقادها واستجوابها من قبل علماء آخرين إلا أنها أخذت صدى كبير.

وفي ستينيات القرن الماضي، بحثت الحكومة الأمريكية في إمكانية تسخير طاقة البرق الكروي لتطوير الأسلحة. وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مولت وكالة الدفاع الصاروخي (the Missile Defense Agency) مشروعًا لتطوير سلاح صاعق كروي لديه القدرة على تعطيل الأجهزة الإلكترونية والصواريخ، ومع ذلك لم يتم اختراع مثل هذا السلاح حتى الآن.

في النهاية، نأمل أن يكون هناك المزيد من الأدلة التي قد تساعدنا على تحليل ومناقشة هذه الظاهرة الغريبة، خصوصًا في هذا العصر الذي تنتشر فيه الكاميرات في كل مكان تقريبًا.

الخاتمة

على الرغم من الغموض الكبير الذي يلف هذه الظاهرة، لا يزال عدد كبير من الناس يؤمنون بوجودها. ويمكنك البحث على الانترنت لتجد العديد من مقاطع الفيديو والأفلام الوثائقية التي توثق هذه الظاهرة وتحاول شرحها وتفسيرها. وعلى الطرف الآخر تجد الكثير من المعارضين لصحة هذه الظاهرة حيث يعتبرونها مجرد خرافة تم استخدامها كمحتوى خصب لصنع الأفلام وحياكة القصص الخيالية.

هل سبق لك أن سمعت بظاهرة البرق الكروي؟ هل تعتبر أي من التفسيرات المذكورة مقنعًا؟ أخبرنا برأيك في التعليقات أسفل هذا المقال!

لا تنسى أن تتصفح المجموعة المميزة من تصنيفات موقع مستنير لقراءة المزيد من المقالات ذات المواضيع المشوقة والمنوعة. وإذا اعجبك هذا المقال لا تنسى أن تشاركه مع اصدقائك على فيسبوك، انستجرام وتويتر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى