الصحة العامة

التوتر

اقرأ في هذا المقال
  • نعلم جميعًا كيف يكون الشعور بالتوتر، وليس من السهل تحديد معنى التوتر بالضبط، لكن يمكن القول أن التوتر هو شعور طبيعي ويمكن ان يكون مفيدًا احيانًا بشرط أن لا يزيد عن الحد المطلوب، حيث يمكن للشعور بالتوتر أن يساعدنا على انجاز المهام بكفاءة ويمكنه على النقيض ان يسبب لنا اضرار صحية تهدد حياتنا على المدى الطويل. في هذا المقال سنشرح معنى التوتر و نوضح لك بعض المفاهيم والطرق التي ستسهل عليك التعامل مع هذا الشعور وتقليله

ما هو التوتر؟

نعلم جميعًا كيف يكون الشعور بالتوتر، لكن ليس من السهل تحديد معنى التوتر بالضبط. عندما نقول أشياء مثل “هذا مرهق” أو “أنا متوتر”، فقد نتحدث عن المواقف أو الأحداث التي تضغط علينا على سبيل المثال، الأوقات التي يكون لدينا فيها الكثير لنفعله ونفكر فيه، أو الأوقات التي ليس لدينا خلالها سيطرة كبيرة على ما يحدث.

في الغالب يكون التوتر هو أحد ردود أفعالنا عند التعرض للضغط، مما يولد لدينا تلك المشاعر التي نحس بها عندما تكون لدينا مطالب يصعب علينا التعامل معها لا يوجد تعريف طبي للتوتر، وغالبًا ما يختلف أخصائيو الرعاية الصحية حول ما إذا كان الإجهاد هو سبب للمشاكل أم نتيجة لها. هذا يمكن أن يجعل من الصعب عليك معرفة الأسباب الحقيقية لهذا الشعور، أو كيفية التعامل معها. ولكن مهما كان تعريفك الشخصي للتوتر، فمن المحتمل أنه يمكنك تعلم كيفية إدارته بشكل أفضل من خلال إدارة الضغوط الخارجية التي تتعرض لها، بالإضافة إلى ومحاوله السيطرة على مشاعرك من خلال التحلي بالمرونة العاطفية بحيث تكون أفضل في التعامل مع المواقف الصعبة عندما تحدث وبالتالي تقليل الشعور بالتوتر المفرط.

هل يعتبر التوتر مشكلة صحية عقلية؟

هل يعتبر التوتر مشكلة صحية
هل يعتبر التوتر مشكلة صحية

إن التعرض للضغط هو جزء طبيعي من الحياة، حيث يمكن لهذا الشعور أن يساعدك على اتخاذ الإجراءات والشعور بمزيد من النشاط والحصول على النتائج. ولكن إذا غمرك التوتر في كثير من الأحيان، فقد تبدأ هذه المشاعر في أن تكون مشكلة بالنسبة لك.

الإجهاد (التوتر) ليس تشخيصًا نفسيًا، ولكنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بصحتك العقلية من ناحيتين مهمتين:

  1. يمكن أن يسبب التوتر مشاكل صحية عقلية، ويزيد من سوء المشاكل الحالية. على سبيل المثال، إذا كنت تكافح غالبًا لإدارة مشاعر التوتر، فقد تصاب بمشكلة صحية عقلية مثل القلق أو الاكتئاب.
  2. يمكن أن تبدأ بالشعور كأنك تدور في حلقة مفرغة بسبب الإجهاد، وقد يصبح من الصعب تشخيص الحدود التي أين ينتهي عندها التوتر وتبدأ مشكلة حقيقية في صحتك العقلية بالظهور.

لماذا يؤثر علينا التوتر جسديا؟

لماذا يؤثر علينا التوتر جسديا
لماذا يؤثر علينا التوتر جسديا

قد تجد أن الدلائل الأولى عن شعورك بالتوتر هي علامات جسدية، مثل التعب، الصداع أو اضطراب المعدة.

قد يكون هناك العديد من الأسباب لذلك، فعندما نشعر بالتوتر نجد غالبًا صعوبة في النوم أو تناول الطعام بشكل جيد، ويمكن أن يؤثر النظام الغذائي السيئ وقلة النوم على صحتنا الجسدية. هذا بدوره يمكن أن يجعلنا نشعر بمزيد من التوتر العاطفي.

بالإضافة إلى أنه عندما نشعر بالقلق، تفرز أجسامنا هرمونات تسمى الكورتيزول (Cortisol) والأدرينالين (Adrenaline) حيث أن إفراز هذه الهرمونات هو طريقة الجسم التلقائية للاستعداد للرد على أي تهديد، وتسمى هذه الاستجابة أحيانًا باستجابة “القتال أو الهروب” (Fight or flight) وذلك لأن الجسم يقوم بإفراز هذه الهرمونات عادةً في الحالات التي يستوجب فيها على الشخص الدفاع عن نفسه أو الهروب -مثل مواجهة حيوان مفترس-.

إذا كنت متوتراً في كثير من الأحيان، فمن المحتمل أنك تنتج مستويات عالية من هذه الهرمونات، والتي يمكن أن تجعلك تشعر بتوعك جسدي ويمكن لهذه الحالة أن تؤثر على صحتك على المدى الطويل.

إذا كنت تعاني من التوتر، ننصحك باتباع الطرق الآتية للتخفيف منه

اتبع الطرق الآتية للتخفيف من التوتر
اتبع الطرق الآتية للتخفيف من التوتر

ممارسه الرياضة

حتى لو لم تكن رياضيًا أو كنت لا تتمتع بلياقة بدنية جيدة، من الممكن أن تكون التمارين الرياضية وسيلة جيدة للتخلص من التوتر. يمكن لأي شكل من أشكال النشاط البدني تقريبًا أن يعمل كمخفف للضغط حيث يمكن أن يؤدي النشاط البدني إلى زيادة الإندورفين (Endorphins) الذي يجعلك تشعر بالسعادة والمواد الكيميائية الطبيعية الأخرى التي يفرزها جهازك العصبي والتي تعزز إحساسك بالراحة.

تجنب العادات السيئة او الغير صحية

قد يتعامل بعض الأشخاص مع التوتر عن طريق شرب الكثير من الكافيين أو الكحول أو التدخين أو حتى الإفراط في تناول الطعام. ناهيك عن توجه البعض نحو بعض الأدوية و مضادات القلق والاكتئاب بدون استشارة طبيب مختص. هذه العادات يمكن أن تضر بصحتك وتجعلك تشعر بمزيد من القلق.

اتباع نظامًا غذائيًا صحيًا

يعد تناول نظام غذائي صحي جزءًا مهمًا في الاعتناء بنفسك. السعي إلى تناول غذاء متوازن، يحتوي على مجموعة متنوعة من الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة يمكن أن يصنع الفرق الكبير بين الشعور بالقلق والشعور بالسعادة.

الإكثار من الضحك

حس الفكاهة لا يمكن أن يعالج جميع الأمراض، لكنه يمكن أن يساعدك على الشعور بحالة مزاجية أفضل. عندما تضحك، فإنك لا تقوم بتخفيف العبء العقلي فحسب، بل تسبب أيضًا تغييرات جسدية إيجابية في جسمك. لذا اقرأ بعض النكت، شاهد فيلمًا كوميديًا، أو اخرج مع المضحكين من أصدقائك.

ممارسة التأمل

أثناء التأمل، يجب أن تقوم بتركيز انتباهك وتهدئة تدفق الأفكار المختلطة التي قد تتزاحم في عقلك والتي تسبب لك التوتر. يمكن أن يغرس التأمل شعورًا بالهدوء والسلام والتوازن حيث يمكنه أن يفيد كلًا من حالتك العاطفية وصحتك العامة. يعتبر ممارسه رياضه التأمل (اليوغا) من أسهل طرق التأمل، حيث أنها تجمع بين الضوابط الجسدية والعقلية التي قد تساعدك على تحقيق هدوء الجسد والعقل معًا، وبالتالي يمكن أن تساعدك اليوغا على الاسترخاء وإدارة التوتر والقلق.

التواصل مع الآخرين

عندما تكون متوترًا وسريع الانفعال، فقد تكون غريزتك هي عزل نفسك. بدلاً من ذلك، تواصل مع العائلة والأصدقاء وقم بإجراء اتصالات اجتماعية واستعمل أسلوب أن تتكلم مع شخص قريب لك لتخبره بجميع الضغوطات التي تواجهها وتفريغ توترك.

الحصول على قسط كاف من النوم

يمكن أن تؤثر نوعية وكمية النوم التي تحصل عليها على مزاجك ومستوى الطاقة لديك وبالتالي تركيزك وقدرتك على أداء مهامك اليومية. إذا كنت تعاني من مشاكل في النوم، فتأكد من أن تصحح هذه المشاكل في أقرب وقت. اخلق لنفسك روتينًا هادئًا ومريحًا تتبعه وقت النوم و حاول دائمًا أن تخصص وقتًا محددًا وساعات كافية للنوم. قد تساعدك الخطوات التالية على النوم بشكل أفضل:

  1. الالتزام بجدول نوم محدد (مثلًا: النوم على الساعة العاشرة مساءً كل يوم)
  2. التقليل من القيلولة وقت النهار
  3. زيادة نشاطك البدني خلال النهار، واحرص على أن لا يكون وقت نشاطك البدني قريب من وقت النوم.
  4. تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل هاتفك الخلوي قبل وقت النوم بساعة على الأقل

الكتابة

يمكن أن يكون تدوين أفكارك ومشاعرك وسيلة جيدة للتخلص من المشاعر المكبوتة. لا تفكر فيما ستكتبه فقط قم بكتابة أول فكرة تتبادر إلى ذهنك، وتذكر أن الهدف من هذه الكتابة هي تخفيف توترك و مساعدتك على تحسين حالتك المزاجية، لا يحتاج أي شخص آخر إلى قراءة ما تكتبه ما لم ترغب بذلك، لذلك لا تسعى جاهدًا لتحقيق الكمال في القواعد أو التهجئة.

الاستماع للموسيقى

يعد الاستماع إلى الموسيقى -خاصه الموسيقى المتخصصة بالاسترخاء- وسيلة جيدة للتخلص من التوتر لأنه يمكن أن يؤدي إلى تشتيت الذهن وتقليل توتر العضلات والحد من نسب هرمونات التوتر في الجسم.

الخاتمة

لا بأس بشعورك ببعض التوتر من الحين الى الآخر، فكما أسلفنا، قد يساعدك هذا الشعور بحده المعقول على إنجاز مهامك اليومية بكفاءة وفاعلية، لكن عليك الانتباه الى الممارسات التي تقوم بها والتي بإمكانها ان تزيد من توترك بشكل ينعكس سلبًا على صحتك، ومحاولة تقليل هذه الممارسات الى اقل حد ممكن. ممارسة الطرق المذكورة في هذا المقال ستساعدك بلا شك على إدارة توترك والارتقاء بصحتك إذا قمت بتنفيذها بالشكل الصحيح.

ما هي طريقتك المفضلة للتخفيف من التوتر؟ أخبرنا في التعليقات.

إذا اعجبك هذا المقال لا تنسى أن تشاركه مع اصدقائك على فيسبوك، انستجرام وتويتر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى