- القمر هو جسم ذو كتلة كوكبية ذات شكل صخري متمايز، لكنه ليس كوكبًا لأنه حسب التعريفات الجيوفيزيائية فإن أحد شروط تسمية جرم سماوي بكوكب هو دورانه حول الشمس، و بما أن القمر يدور حول الأرض و ليس حول الشمس فهو ليس كوكبًا.
يفتقر القمر إلى وجود غلاف جوي أو مجال مغناطيسي أو غلاف مائي. وتبلغ جاذبية سطحه ما يقارب %16.6 من جاذبية سطح الأرض، وهو أقرب جرم لها، و قد منحه هذا القرب أهمية ثقافية لا حصر لها خصوصًا أنه يلعب دورًا رئيسيًا في المد والجزر على الأرض.
مراحل القمر
تعرف على الدورة القمرية، بالإضافة إلى أصول العديد من الأسماء المعطاة للقمر الكامل في كل شهر.
يمر قمر الأرض في كل شهر بمراحل عدة، حيث يتضاءل ويتزايد حجمه (بصريًا و ليس فعليًا) في تحوله المستمر من القمر الجديد إلى البدر (القمر المكتمل) والعودة مرة أخرى.
تحدث هذه الدورة القمرية لأن القمر لا ينتج ضوءه الخاص بل يعكس الضوء الساقط عليه من الشمس، ومع ذلك، فإن مقدار الضوء الذي يمكننا رؤيته من وجهة نظرنا على الأرض يختلف كل يوم وهذا ما نسميه بمراحل القمر.
المحاق (القمر الجديد)
خلال هذه المرحلة يكون القمر بين الأرض والشمس، مما يعني أن النصف القمري الذي نراه (المواجه للأرض) غير مضاء تمامًا، والقمر يصبح غير مرئي تقريبًا في سماء الليل، حيث لا يمكننا رؤية القمر في هذه المرحلة إلا خلال كسوف الشمس.
يحدث في هذه المرحلة أكبر فرق بين المد والجزر و يعرف أيضا باسم المد الربيعي.
الهلال
وينتج هذا الطور عندما يبدأ القمر بالدوران حول الأرض، ويُصبح جانب صغير من القمر أكثر إضاءة بسبب أشعة الشمس المباشرة و يكون هذا الجزء هو المرئي بالنسبة لنا على الأرض. أحيانًا يكون باقي القمر مرئيًا بشكل خافت في هذه المرحلة لأن الأرض تعكس أيضًا ضوء الشمس على القمر، وتسمى هذه الظاهرة بظاهرة تألق الأرض أو توهج دافنشي، وهي أكثر وضوحًا في أبريل ومايو.
التربيع الأول
هو المرحلة القمرية الثانية الأساسية ويتم تعريفه على أنه لحظة وصول القمر إلى الربع الأول من مداره حول الأرض، ومن هنا جاء الاسم. هذه هي المرحلة التي يضيء فيها نصف القمر وتزداد النسبة المئوية للسطح المضاء منه. يحدث هذا الطور عندما يُصبح النصف الأيمن من القمر مضيئًا والجانب الأيسر مُعتمًا، ويكبر الجزء المضيء كل يوم تدريجيًا، و يستمر بالنمو حتى اكتمال القمر
الأحدب المتزايد (محدب الصبح)
و هي المرحلة التي يكون فيها أكثر من نصف القمر مضيئًا حيث يستمر هذا السطح المضيء في الزيادة مع مرور الأيام وصولًا للبدر (القمر المكتمل). ويُطلق على القمر في هذه المرحلة اسم محدب الصبح حيث أتت هذه التسمية (الأحدب) من الكلمة اللاتينية (gibbous) التي تعني “سنام” وتم استخدام هذه الكلمة لعدة قرون لوصف الأشكال المحدبة أو المستديرة ، مثل العين المنتفخة أو ظهر الجمل.
البدر (القمر المكتمل)
في هذه المرحلة يكون القمر خلف الأرض بالنسبة للشمس ووجهه مضاء بالكامل. هذا هو الوقت الذي يمكننا فيه رؤية خسوف القمر أحيانًا. في هذه الطور يكتمل القمر، ويبقى ثابتًا في مداره طوال المرحلة مدة هذه المرحلة.
الأحدب المتناقص
و هي المرحلة التي يكون فيها أكثر من نصف القمر مضيئًا ولكن هذا السطح المضيء يستمر في التناقص مع مرور الأيام وصولًا للمحاق (القمر الجديد).
التربيع المتناقص
تعرف هذه المرحلة بأنها اللحظة التي يصل فيها القمر إلى الربع الثالث من مداره حول الأرض، حيث يصبح القمر نصف مضاء مرة أخرى، لكن المنطقة المضاءة التي يمكن رؤيتها في حالة انخفاض مستمر.
الهلال المتناقص
مع اقتراب القمر الجديد التالي، يتقلص القمر مرة أخرى في هذه المرحلة إلى هلال حيث يكون أقل من نصفه مضيئًا و يستمر هذا الجزء المضيء بالتناقص تدريجيًا إلى أن يصل مرة أخرى للمحاق (القمر الجديد).
أسماء القمر في الثقافات القديمة
منذ آلاف السنين، استخدم البشر حركة القمر لتتبع السنة ووضع جداول زمنية للصيد والغرس والحصاد. أطلقت الثقافات القديمة في جميع أنحاء العالم العديد من أسماء الأقمار الكاملة بناءً على سلوك الحيوانات أو النباتات أو حالة الطقس خلال ذلك الشهر.
يناير: وولف مون
يُزعم أن الأمريكيين الأصليين والأوروبيين في العصور الوسطى أطلقوا هذا الاسم على القمر البدر لشهر كانون الثاني (يناير) بعد عواء الذئاب الجائعة التي تندب ندرة الطعام في منتصف الشتاء.
فبراير: قمر الثلج
اكتسب هذا البدر اسمه بسبب الطقس البارد والثلجي المعتاد لشهر فبراير في أمريكا الشمالية وتوجد أسماء شائعة أخرى لهذا القمر مثل قمر العاصفة وقمر الجوع.
مارس: القمر الدودي
تمت تسمية آخر قمر في الشتاء باسم القمر الدودي على اسم مسارات الدود التي تظهر في الأرض التي تمت إذابة الجليد فيها حديثًا. تشمل الأسماء الأخرى قمر العفيف، قمر الموت، قمر القشرة (إشارة إلى الثلج الذي قد يصبح قشريًا أثناء ذوبانه خلال النهار ويتجمد في الليل).
أبريل: القمر الوردي
يطلق السكان الأصليون للقارة الأمريكية على البدر في شهر أبريل اسم القمر الوردي وذلك بسبب نوع من الزهور البرية التي تتفتح في وقت مبكر من هذا الشهر. في ثقافات أخرى، يسمى هذا القمر بقمر السمك وقمر العشب النابت، وقمر البيضة.
مايو: قمر الزهرة
تعطي أزهار مايو الكثيرة قمرها الكامل اسم قمر الزهرة في الكثير من الثقافات. وتشمل الأسماء الأخرى قمر زراعة الذرة، وقمر الحليب، وقمر الأرنب.
يونيو: قمر الفراولة
في أمريكا الشمالية، أطلقوا على بدر شهر يونيو اسم قمر الفراولة و ذلك لأن شهر يونيو هو شهر حصاد الفراولة. أطلق عليه الأوروبيون لقب القمر الوردي، بينما أطلق عليه في الثقافات الأخرى اسم القمر الساخن تيمنًا بالحرارة العالية في فصل الصيف.
يوليو: باك مون
تبدأ ذكور الغزلان التي تقوم بتبديل قرونها كل عام، في إعادة إنماء قرون جديدة في شهر يوليو، ومن هنا جاء هذا الاسم الذي أطلقه الأمريكيون الأصليون على القمر الكامل لشهر يوليو. و في ثقافات أخرى تمت تسمية هذا القمر بقمر القش، نسبة إلى موسم حصاد القش في شهر يوليو.
أغسطس: قمر الحفش
أطلقت قبائل الصيد في أمريكا الشمالية على القمر البدر لشهر أغسطس اسم قمر الحفش. يُطلق عليه أيضًا اسم قمر الحبوب، وقمر الذرة الخضراء، والقمر الأحمر نسبةً الى اللون المحمر الذي غالبًا ما يتخذه القمر في ضباب الصيف.
سبتمبر: القمر الحصاد
القمر الأكثر شهرة، قمر شهر سبتمبر يشير إلى الوقت الذي يلي الاعتدال الخريفي الشمالي من العام، وهو وقت جمع المحاصيل. تشمل الأسماء الأخرى قمر الشعير وقمر الذرة.
أكتوبر: قمر الصياد
أول قمر بعد قمر الحصاد هو قمر الصياد، لذلك سمي بالشهر المفضل لاصطياد الغزلان الصيفية والثعالب التي تفقد قدرتها على الاختباء في الحقول العارية في هذا الوقت من السنة. يكون قمر الصياد ساطعًا بشكل خاص ولفترة طويلة في السماء، مما يمنح الصيادين فرصًا لا تعوض لمطاردة فرائسهم في الليل.
نوفمبر: قمر القندس
هناك خلاف حول أصل تسمية قمر نوفمبر بقمر القندس. يقول البعض أن هذه التسمية اتت من الأمريكيين الأصليين الذين نصبوا افخاخ القندس خلال هذا الشهر، بينما يقول آخرون أن الاسم يأتي من النشاط الثقيل للقنادس في بناء سدودهم الشتوية في هذا الوقت من السنة. اسم آخر هو قمر الصقيع.
ديسمبر: القمر البارد
قدوم الشتاء أكسب البدر في شهر ديسمبر اسم القمر البارد. تشمل الأسماء الأخرى قمر البلوط وقمر الليل الطويل.
القمر الفائق (السوبر مون)
إن مدار القمر حول الأرض ليس دائريًا بشكل كامل، حيث أن المسافة بين القمر و الأرض تتغير خلال دوران القمر في مداره حول كوكبنا. عندما يتزامن البدر مع وصول القمر الى أقرب نقطة عن الأرض بشكل خاص (نقطة الحضيض) فإن الجرم السماوي القمري يكون أكبر قليلاً وأكثر سطوعًا من العادة ،و أصبح هذا القمر بعرف باسم القمر الفائق أو السوبر مون.
الخاتمة
إحتل قمر الأرض مكانة مميزة لدى جميع الشعوب و الثقافات على مر العصور، وكما رأينا في هذا المقال، فقد ربطه البشر بالكثير من نواح حياتهم اليومية، فمنهم من جعله الدليل الأول لبدء ونهاية المواسم الزراعية والحصاد، ومنهم من اتخذه رمزًا مقدسا في دياناتهم ومعتقداتهم. لكن ما لا شك فيه هو أن لقمرنا دورًا مهمًا في إنتاج البيئة اللازمة لتزدهر الحياة على الأرض. وإذا اختفى القمر فجأة، فإن العواقب على العديد من أشكال الحياة ستكون مدمرة.
هل توجد طقوس او احتفالات معينة ترتبط بالقمر في بلدك؟ أخبرنا في التعليقات. وإذا اعجبك هذا المقال لا تنسى أن تشاركه مع اصدقائك على فيسبوك، انستجرام وتويتر.