- أغلبية الأعراض التي تحس بها الحامل خلال أشهرها الأولى تعتبر طبيعية، لكن بعض هذه الاعراض قد يكون الإشارة الأولى على حصول مضاعفات الحمل التي تستوجب العناية الطبية. إدراك الحامل لهذه الأعراض وإخبار الطبيب عنها في أسرع وقت قد يجنب الأم والجنين الكثير من المضاعفات. في هذا المقال سنتحدث عن بعض أهم الإشارات التي يجب عليك إخبار طبيبك بها حال حصولها في الأشهر الأولى من الحمل
تعتبر معظم الأعراض التي تعاني منها المرأة أثناء الحمل طبيعية. ومع ذلك، تشعر الكثير من النساء بالقلق المفرط في الأسابيع الأولى من الحمل وتخطر ببالهن الكثير من الأسئلة عمّا إذا كان كل شيء على ما يرام. على الرغم من ندرة مضاعفات الحمل الخطيرة والحقيقية، فإن القدرة على الانتباه للمؤشرات الأولية و العلامات المصاحبة لأي مضاعفات بشكل مبكر قد تساهم بنسبة كبيرة في الحفاظ على صحتك وصحة جنينك، وتساعدك على تجنب أي اعراض أو مضاعفات خطيرة. لذلك، أعددنا لك في هذا المقال أهم العلامات التحذيرية التي تعتبر ضمن مضاعفات الحمل التي يجب عليك ملاحظتها وإبلاغ طبيبك بأسرع وقت ممكن حال حدوثها.
مضاعفات الحمل التي يجب عدم تجاهلها خلال الثلث الأول
التبقيع او النزيف المهبلي
خلال الأسابيع الأولى من الحمل، قد تلاحظين وجود بعض البقع التي تعرف باسم نزيف الانغراس، وتعتبر هذه البقع طبيعية ولا تستدعي القلق في أغلب الأحيان. مع ذلك، يمكن أن تكون هذه البقع أو النزيف إشارةً على وجود إحدى مضاعفات الحمل الخطيرة، مثل الحمل خارج الرحم أو الحمل العنقودي أو التهاب عنق الرحم. لذلك، ننصحك بإخبار الطبيب المشرف عليك في حال لاحظت هذه البقع لإجراء الفحوصات اللازمة، خصوصًا إذا كانت هذه البقع كبيرة أو مصحوبةً بأعراض أخرى مثل ألم البطن أو الحوض أو الدوار الشديد أو ألم الكتف.
قيء مستمر أو شديد
يمكن أن يكون القيء والغثيان من الأعراض الطبيعية تمامًا في الثلث الأول من الحمل. يعرف هذا العَرَض ايضاً باسم “غثيان الصباح”، لكن ليس بالضرورة أن يظهر في الصباح فقط، ومن الطبيعي أن تحسي بشعور الغثيان هذا في أي وقت من اليوم. مع ذلك، إذا كان غثيان الصباح شديدًا أو مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الدوخة وفقدان التوازن أو القيء الدموي، فقد تكون هذه إشارة على وجود إحدى مضاعفات الحمل النادرة والتي تسمى بالتقيؤ الحملي، والتي تتطلب عناية طبية.
من الجدير بالذكر أن هذه الأعراض تكون أكثر شيوعًا خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل، لذلك إذا كنت تعانين من القيء والغثيان بعد الأشهر الثلاث الأولى من الحمل، عليك استشارة طبيبك لإجراء الفحوصات والحصول على العلاج المناسب.
الدوخة أو الضعف الجسدي
يمكن أن يكون الشعور بالدوار من الأعراض الطبيعية في بداية الثلث الثاني من الحمل. قد تشعرين أيضًا بالدوار في وقت لاحق أثناء الحمل لأسباب عدّة مثل مشاكل الدورة الدموية أو انخفاض مستويات السكر في الدم. مع ذلك، إذا استمر الشعور بالدوخة لفترات طويلة أو في حال حدوث إغماء، أو إذا حصلت لك أعراض أخرى مصاحبة للشعور بالدوخة مثل عدم وضوح الرؤية (الرؤية الضبابية)، والنزيف المهبلي، والصداع، أو ألم في البطن، عليك إخبار طبيبك في أسرع وقت ممكن لتحديد سبب هذه الأعراض وعلاجها، مما سيجنبك الكثير من مضاعفات الحمل الخطيرة لاحقًا.
زيادة في التبول أو حرقة أثناء التبول
إذا شعرت برغبة متزايدة في التبول، ولم تستطيعي إخراج سوى بضع قطرات فقط، أو إذا كان لديك إحساس بالحرقة أثناء التبول، فقد تكون هذه علامات التهاب المسالك البولية (UTI). يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى لعدوى المسالك البولية: الحمى أو القشعريرة أو البول المختلط بالدم. سيتمكن الطبيب الخاص بك من تشخيص هذه الأعراض وعلاج العدوى البكتيرية لتجنب حدوث أي مضاعفات. ضعي في اعتبارك أن التبول المتكرر بمفرده هو أحد أعراض الحمل الشائعة، والسبب في ذلك يرجع لنمو طفلك المستمر، مما يزيد الضغط على مثانتك.
مضاعفات الحمل التي يجب عدم تجاهلها خلال الثلث الثاني
آلام أسفل البطن
عليك إدراك أن آلام البطن أثناء الحمل قد تكون طبيعيةً تمامًا في حال ظهرت بشكل وجع خفيف أو ألم على جانبي بطنك، بحيث يكون الألم أكثر وضوحًا عند السعال أو العطس. أمّا إذا كان ألم البطن مصحوبًا بارتفاع في درجة الحرارة أو قشعريرة، فمن المحتمل أنك تعانين من إحدى مضاعفات الحمل التي تنبئ بوجود خطأ ما. في هذه الحالة، من الأفضل الاتصال بطبيبك للحصول على الاستشارة المناسبة.
تسارع في دقات القلب
من الطبيعي أن تتسارع ضربات قلبك أثناء الحمل، يرجع السبب في ذلك لقيام قلبك بضخ كمية إضافية من الدم تصل الى 50% عندما تكونين حاملاً، وذلك حتى يتلقى طفلك الكمية المناسبة من الأكسجين والمواد المغذية عبر المشيمة. مع ذلك، إذا شعرت أن معدل ضربات قلبك لا يزال مرتفعًا بدرجة كبيرة تسبب لك عدم الراحة أو ضيق التنفس، عليك إخبار طبيبك فورًا.
صداع شديد
يمكن أن ينتج الصداع أثناء الحمل بسبب العديد من العوامل، مثل التغيرات الهرمونية، والتوتر، والإرهاق. لكن إذا كان صداعك شديدًا، فقد يكون علامة على ارتفاع ضغط الدم أو إحدى مضاعفات الحمل التي يطلق عليها اسم تسمم الحمل، وهي حالة خطيرة يمكن أن تحدث بعد 20 أسبوع من الحمل أو حتى بعد الولادة. يتطلب الأمر تدخلًا طبيًا عاجلًا لحماية صحتك وصحة طفلك.
تغيرات في الرؤية
قد ترتبط التغييرات في الرؤية، مثل الفقدان المؤقت للرؤية أو عدم وضوحها أو الحساسية للضوء، بمضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم الحملي أو تسمم الحمل. لا شك في أن أعراضًا كهذه تستدعي التدخل الطبي السريع.
ألم شديد فوق المعدة وتحت القفص الصدري
قد تكون آلام المعدة أثناء الحمل (خاصةً إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل ضبابية الرؤية أو الصداع الشديد أو الغثيان) علامة على ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل. سيقوم طبيبك بمراقبة ضغط دمك أثناء زيارات ما قبل الولادة، لكن إذا لاحظت أي ألم شديد في منطقة رأس المعدة، عليك إخبار طبيبك على الفور.
إفرازات مهبلية
من الطبيعي أن يكون لدى الحامل إفرازات مهبلية أكثر مما كانت عليه في السابق. عادة ما تكون هذه الإفرازات لزجة أو صافية أو بيضاء وتكون ناتجةً عن تغيرات في المهبل وعنق الرحم. لكن، إذا لاحظت تغير لون هذه الافرازات أو إذا كانت لها رائحة كريهة، فقد تكونين مصابة بعدوى مهبلية تستوجب العلاج، خصوصًا إذا كانت هذه الافرازات مصحوبةً بألم أو حكة. لذلك ننصحك بالتواصل مع طبيبك من أجل الحصول على التشخيص المناسب والعلاج.
آلام أسفل الظهر
تعد آلام أسفل الظهر من أكثر الاعراض شيوعًا لدى الحامل، خصوصًا مع اقتراب موعد الولادة، حيث تتراخى الأربطة في منطقة الحوض من أجل تسهيل ولادة ومرور الطفل. يمكن أن يسبب عرق النسا أيضًا ألمًا في أسفل الظهر بسبب ضغط الرحم على العصب الوركي، وفي هذه الحالة، قد تشعر الحامل بألم في أسفل الظهر والورك والساق. إذا أحسست بأي من هذه الاعراض أو كنت تعانين من خدر في القدمين أو ضعف في ساقك، فاتصلي بطبيبك للحصول على العلاج المناسب.
الحكة في كل مكان
قد تكون الحكة الشديدة غير المصحوبة بطفح جلدي إشارة على وجود حالة تُعرف عمومًا باسم الركود الصفراوي التي تعد من مضاعفات الحمل المعروفة التي تصيب الكبد في أواخر فترة الحمل. اتصلي بطبيبك على الفور إذا لاحظت شعورًا شديدًا بالحكة. لكن تذكري أن الشعور بالحكة في الجلد أثناء الحمل يمكن أن يكون أمرًا طبيعيًا تمامًا، وسببه تتمدد بشرتك أثناء نمو طفلك. يمكن أن يزيد جفاف البشرة من الشعور بالحكة، لذا احرصي على ترطيب بشرتك بشكل مستمر طوال فترة الحمل.
الخاتمة
لعلك لاحظت أن الكثير من الاعراض التي ذكرناها في هذا المقال يمكن أن تكون أعراضًا طبيعية ولا تستدعي القلق، لكنها قد تكون أيضًا إشارات أولية لأعراض أكثر خطورة. الهدف من تعريفك بكل هذه الاعراض هو حثك على أخذ الاحتياطات اللازمة ومراجعة طبيبك بشكل مستمر وإخباره بأي أعراض تشعرين بها. لا تهملي أي اعراض قد تحسين بها و تذكري دائمًا أن الاحتياط خير من الندم.
نتمنى أن تكوني قد استفدت من المعلومات المقدمة في هذا المقال الذي شرحنا فيه مضاعفات الحمل والعلامات التحذيرية خلال الأشهر الأولى، ولمعرفة العلامات التحذيرية والاعراض التي عليك الحذر بشأنها خلال أشهر حملك الأخيرة، ننصحك بقراءة مقال مشاكل الحمل في الثلث الأخير.
لا تنسي أن تتصفحي المجموعة المميزة مقالات الأمومة والطفولة لقراءة المزيد من المقالات التي تساعدك على العناية بصحتك وصحة طفلك. وإذا اعجبك هذا المقال لا تنسي أن تشاركيه على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انستجرام وتويتر.